bebo for ever
المنتدى زاد اشراقاَ ونوراَ بوجدك ايها الزائر الكريم ويسعدنا بتسجيلك معنا ان تكون بيننا ان كنت فقط ترغب في تصفح المنتدى فتفضل وان كنت عضواَ معنا فسجل دخولك وللمزيد من التعليمات والاستفسارات راسلنا على ايميل الموقع وهو:
just.bebo.2011@hotmail.com
شرفتنا بزيارتك


مع تحيات :مديرة المنتدى.
bebo for ever
المنتدى زاد اشراقاَ ونوراَ بوجدك ايها الزائر الكريم ويسعدنا بتسجيلك معنا ان تكون بيننا ان كنت فقط ترغب في تصفح المنتدى فتفضل وان كنت عضواَ معنا فسجل دخولك وللمزيد من التعليمات والاستفسارات راسلنا على ايميل الموقع وهو:
just.bebo.2011@hotmail.com
شرفتنا بزيارتك


مع تحيات :مديرة المنتدى.
bebo for ever
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

bebo for ever


Free CursorsMyspace Lay
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمود تيمور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





نقاط : 198560
تاريخ التسجيل : 31/12/1969

محمود تيمور Empty
مُساهمةموضوع: محمود تيمور   محمود تيمور Icon_minitimeالجمعة مايو 13 2011, 15:25

[center]محمود تيمور 809163967



محمود تيمور (1894-1973م) كاتب قصصي، ولد في القاهرة في أسرة اشتهرت بالأدب؛ فوالده أحمد تيمور باشا (1871-1930م) الأديب المعروف، الذي عرف باهتماماته الواسعة بالتراث العربي، وكان "بحاثة في فنون اللغة العربية، والأدب والتاريخ، وخلّف مكتبة عظيمة هي "التيمورية"، تعد ذخيرة للباحثين إلى الآن بدار الكتب المصرية، بما تحوي من نوادر الكتب والمخطوطات"( ) وعمته الشاعرة الرائدة عائشة التيمورية (1840-1903م) صاحبة ديوان "حلية الطراز"، وشقيقه محمد تيمور (1892-1921م) هو صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي.
وقد ولد محمود تيمور في قصر والده القديم بدرب سعادة بالقاهرة، "وقد نشأ في بيئة أسرية تجمع بين أمرين كان اجتماعهما غريباً في مثل هذه البيئة، الأمر الأول: الغنى والارستقراطية، والثاني: العلم والأدب على الطريقة العربية المأثورة"( ).
كان والده أحمد تيمور باشا قد كرّس حياته لخدمة اللغة العربية ومعارفها، وكان يتردّد على مجالسه بعض أعلام الأدب والفكر، وقد "تعهده الوالد منذ النشأة، وحبّب إليه المُطالعة، ومن حسن حظه أن كان لوالده خزانة كتب كبيرة، يعتني بها، ويبذل في تنميتها وقته وماله، فكانت خير معين له على الاطلاع، وولّدت فيه حب الكتب"( ).
تلقّى محمود تيمور "تعليمه الأول بمدرسة الناصرية الابتدائية والإلهامية الثانوية، ولمرضه لزم داره، واضطر إلى الحصول على البكالوريا عن طريق المنزل لا المدرسة"( ).
سافر للاستشفاء بسويسرة، ولم يتم دراسته. "وكان قد دخل مدرسة الزراعة العليا، ولكنه لم يُتم الدراسة بها، إذ أُصيب بحمى التيقوئيد، ولزم الفراش ثلاثة أشهر، وهو يعد هذا المرض من المؤثرات فيه، إلى جانب ولده وشقيقه محمد، ويبين هذا التأثير فيه بأنه قضى مدة هذا المرض "في ألوات شتى من التفكير وأخلاط الأحلام، واستطعت أن أهضم الكثير من الآراء التي تلقيتها من أخي، أو استمددتها مما قرأته من الكتب"( ).
وقد "انصرف محمود تيمور وشقيقه محمد تيمور إلى الفن القصصي بجميع فروعه، ممّا كان من العسير على شيوخ الأسر تقبله منهما، ولا سيما لأن هذا الفن يُعالج العواطف المشبوبة والمشاعر الوجدانية، وهي موضوعات كانت تُعتبر وقتها موضوعات شائكة، لا يصح لمن ينتسب إلى هذه الأسرة أن يضيع وقته فيها"( ).
بين الرومانسية والواقعية:
كان في بداية حياته يميل إلى الرومانسية، ولميله إلى الرومانسية أقبل بشغف على قراءة مصطفى لطفي المنفلوطي، يقول: "كانت نزعته الرومانسية الحلوة تملك عليَّ مشاعري، وأسلوبه السلس يسحرني. وكل إنسان في أوج شبابه تُغطِّي عليه نزعة الرومانسية والموسيقا، فيُصبح شاعراً ولو بغير قافية، وقد يكون أيضاً شاعراً بلا لسان!".
كما استهوته في فترة البدايات مدرسة المهجر ـ وعلى رأسها جبران ـ "وقد أعجب محمود تيمور بكتابه "الأجنحة المتكسرة"، وتأثرت به كتاباته الأولى"( ).
استغلّ فراغه في الاطلاع والدراسة الأدبية، واهتم بقراءات جديدة تجنح إلى الواقعية، مثل "حديث عيسى بن هشام" لمحمد المويلحي، ورواية "زينب" للدكتور محمد حسين هيكل، وكان هذا من توجيه أخيه محمد، الذي قضى بضع سنين في أوربا، اطلع في خلالها على ما جدَّ هناك من ألوان الأدب واتجاهاته، وعاد إلى مصر محملاً بشتى الآراء الجديدة التي يقول عنها محمود تيمور في كتاب "شفاء الروح":
"كان يتحدّث بها ـ أي الآراء الجديدة ـ إليَّ، فأستقبلها بعاطفتين لا تخلوان من تفاوت: عاطفة الحذر، وعاطفة الإعجاب. هذه الآراء كانت وليدة نزعة قوامها جحود القديم … ولكن جدتها أخذت تهدأ على توالي الأيام، ومن ثم اتخذت طريقها الطبيعي في التطور. والأمر الذي كان يشغل فكر أخي، ويرغب في تحقيقه هو إنشاء أدب مصري مبتكر، يستملي من وحيه دخيلة نفوسنا، وصميم بيئتنا".
وانتهى الصراع بين الرومانسية والواقعية في نفس محمود تيمور إلى تغليب الواقعية، فكانت مجموعاته الأولى على غرارها.
على أن الرومانسية لم تذهب تماماً من نفس محمود تيمور، بل نامت في فترة الحماسة للواقعية وأهدافها القومية المصرية، ثم ظهرت بعد ذلك في عدة قصص طويلة وقصيرة، منها قصته الطويلة "نداء المجهول"( ).
قصصه:
توجّه محمود تيمور ـ بفضل توجيهات أخيه ـ محمد تيمور إلى قراءة إبداعات أخيه محمد تيمور ـ إلى قراءة إبداعات الكاتب القصصي الفرنسي جي دي موباسان، فقرأ له وفُتِن به، واحتذاه في كتابته. ومما يُذكر أن جريدة "الفجر" نشرت له سنة 1925م قصة "الأسطى حسن يُطالب بأجرته"، وكتبت تحت العنوان "بقلم صاحب العزة: محمود تيمور، موباسان مصر".
وأول قصة قصيرة كتبها، كانت في عام 1919م بالعامية، ثم أخلص للفصحى، فأعاد بالفصحى كتابة القصص التي كتبها بالعامية، وأصبح من أعضاء مجمع اللغة العربية عام 1949م.
ويزيد عدد ما أصدره من قصص وروايات على خمسين عملاً، تُرجم بعضُها إلى لغات شتى "وتدور حول قضايا عصرية وتُراثية وتاريخية، فضلاً عن روايات استوحاها من رحلاته، مثل: "أبو الهول يطير" و"المئة يوم" و"شمس وليل"، أو روايات أدارها حول الشخوص الفرعونية، مثل "كليوباترة في خان الخليلي"( ).
جوائز:
منح محمود تيمور عددا من الجوائز الأدبية الكبرى في مسيرة حياته الأدبية، منها: جائزة مجمع اللغة العربية عام 1947م، وجائزة الدولة للآداب في عام 1950م، وجائزة الدولة التقديرية في عام 1963م.
قال عنه طه حسين: "لا أكاد أصدق أن كاتبا مصريا وصل إلى الجماهير المثقفة وغير المثقفة مثلما وصلت إليها أنت، فلا تكاد تكتب، ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما تكتب حتى يصل إلى قلوبهم كمايصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كله".
وآثاره متنوعة، منها القصة القصيرة والرواية والمسرحية والبحث والصور والخواطر وأدب الرحلات، ومن كتبه المطبوعة:
*في القصة القصيرة: "أبو علي الفنان" (1934م)، و"زامر الحي" (1936م)، و"فلب غانية" (1937م)، و"فرعون الصغير" (1939م)، و"مكتوب على الجبين" (1941م)، و"شفاه غليظة" (1946م)، و"إحسان لله" (1949م)، و"كل عام وأنتم بخير" (1950م) … وغيرها.
*وفي الرواية: "نداء المجهول" (1939م)، و"سلوى في مهب الريح"، و"المصابيح الزرق" (1959م) … وغيرها.
*وفي المسرحية: "عوالي" (1943م)، و"سهاد أو اللحن التائه" (1943م)، و"اليوم خمر" (1945م)، و"حواء الخالدة" (1945م)، و"صقر قريش" (1963م) … وغيرها.
*ومن كتب الصور والخواطر: "عطر ودخان" (1944م)، وملامح وغضون" (1950م)، و"شفاء الروح" (1951م)، و"النبي الإنسان" (1956م).
*وفي أدب الرحلات: "أبو الهول يطير" (1944م)، و"شمس وليل" (1957م)، و"جزيرة الحب" (1963م).
*ومن دراساته اللغوية والأدبية: "فن القصص" (1945م)، و"مشكلات اللغة العربية" (1956م)، و"الأدب الهادف" (1959م)، و"طلائع المسرح الحديث" (1963م) ... وغيرها.
وقد نُرجِم كثير من مؤلفاته إلى الفرنسية والألمانية والروسية والإيطالية … وغيرها.
مات في لوزان بسويسرة، ونقل جثمانه إلى القاهرة، ودُفِن بها.


د.حسين علي محمد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة د.حسين علي محمد

#2 08-27-2006, 12:12 PM
د.حسين علي محمد
رحمه الله تعالى من مواضيعى
~ أمسية شعرية في السفارة المصرية بالرياض
~ أوراق من عام الرمادة
~ كتاب «السرداب المعتم» لثروت مكايد في سلسلة «أصوات مُعاصرة»
~ «الحب يأتي مُصادفة» للدكتور حلمي القاعود في طبعة ثانية
~ قراءة في كتاب «السحاب الأحمر» للرافعي
بيانات شخصية
رقم العضوية : 227
تاريخ التسجيل : Nov 2004
الجنس : ذكر
الدولة : السعودية
المشاركات : 1,517
المعدل : 0.64 مشاركة يومياً



--------------------------------------------------------------------------------

قصة «الرسالة»

لمحمود تيمور (1)
..........................

حين مات عنها زوجها، وزفت ابنتها الوحيدة إلى عروسها من بعد، تخلّت هي عن مسكنها في العاصمة، واختارت لها شقة صغيرة في ضاحية «الزيتون»، فكانت تحيا هناك في شبه عزلة، لا مؤنس لها إلا ذكريات أيامها الخوالي.
ولعل ذكرى واحدة بين ركام ذكرياتها المختلفة، ذكرى فريدة غالية، هي التي احتلّت من نفسها أعز مكان.
إنها ذكرى حادث كان أخطر ما جرى عليها من أحداث، وكان أعمقها أثراً في توجيه حياتها وحياة ابنتها الوحيدة وجهة أخرى.
وكلما استعادت مشاهد هذا الحادث أحست بابتسامة ترف على شفتيها الهادئتين .. ابتسامة العجب من تصاريف القدر!
رب خطأ تافه غير مقصود يجر المرء إلى هاوية الخراب والدمار، أو يهبه نجاة تتفتح بها صفحة جديدة في سجل الأيام.
أثمة يد خفية لربان من السحرة يُدير دفة السفينة، وهي تشق الموج في عباب الحياة؟
كم لتلك اليد من ظواهر معابثات تنطوي على تدبير حكيم!
والآن وقد انقضت سنون طوال على ذلك الحادث الفذ، يطيب للسيدة «سعدية» حرم الأستاذ «يسري» أن تبتعثه بين الفينة والفينة من غيابة الماضي، وتجلو عنه غبار النسيان لعينيها خلال حلم من أحلام اليقظة في دعة وسكون.
منذ ثلاثين عاماً ونيف، وقد جاوزت السيدة «سعدية يسري» الأربعين من عمرها، في يوم قائظ، والساعة تُقارب الثالثة بعد الظهر، بارحت دارها، قاصدة «مكتب البريد»، وإنها لتحرص دائماً على الخروج في تلك الساعة، كلما أزمعت أن تزور ذلك المكتب، وما أكثر زياراتها له، مؤثرةً جهد إمكانها جانب التخفي والكتمان.
ولم يكن اختيارها لتلك الساعة عبثاً، فهو وقت القيلولة: فيه يغفو زوجها «الأستاذ يسري» غفوة الظهر، وفيه تخلو ابنتها الوحيدة «يسرية» لاستذكار دروسها، وهو الوقت الذي لا ينشط فيه الناس لتتبع الخلق، وتقصي ما وراءهم من أسرار.
ويا له من سر، ذلك الذي تُحاول السيدة «سعدية يسري» أن تستأثر به لنفسها .. إنه سر حياتها الكبير!
ولما بلغت «مكتب البريد» توخّت «شباك الرسائل المحفوظة»، وقلبها سريع الخفوق، وسألت:
أثمة رسالة باسمها؟
فلم تمض لحظات حتى مد إليها عامل البريد يده برسالة، فتناولتها في عجلة، وسرعان ما دستها في أعماق حقيبتها، وحثت الخطا إلى البيت، تنتهبها أشتات الخواطر والأفكار …
هذه رسالة ممن أولته قلبها كله، من حبيبها الأوحد …
أما لقاؤها له، فلم يكن إلا بين فترة وفترة، فهو من أهل الثغر، لا يأتي إلى العاصمة إلا لماماً. وإذا التقيا كان كل حظهما أن يتطارحا أحاديث الشوق ومناجيات الهوى، بمنأى عن أسماع الفضوليين وأنظار الرقباء.
إنها جد حريصة على أن تظل علاقتها به في طي الخفاء.
حسبها اليوم أن تحيا في أخيلة جميلة تهبها لها تلك اللقيات الخاطفة، فتشيِّد منها قصور السعادة والهناء، مرتقبة يوم الخلاص، يوم تتحقق لها المتعة الكبرى في لقاء ليس بعده انفصام.
لقد واثقت حبيبها على أن تهجر عش الزوجية وتلحق به، لتقضي معه ما تبقى لهما من أيام في بلد خارجي بعيد، حيث يمارس عملاً تجاريا، يدر عليه الكسب الموفور.
ها هي ذي تنتظر منه أن يحدد الموعد .. أن يعين اليوم الذي تبدأ فيه المغامرة البهيجة الحاسمة.
كفى ما مضى من أعوام كثيرة قضتها في كنف زوجها الذي تقدمت به السن وطحنته الأعباء …
تزوّجها يافعة، لم تكد تحبو إلى السابعة عشرة، وهو يومئذ رجل مكتمل النضج يربى على الأربعين.
أليس من حقها الآن، وقد اعتصر زوجها الأناني رحيق شبابها، وكاد يلقي بها نفاية لا مأرب فيها لأحد، أن تحول بين نفسها وبين التردي في تلك الوهدة السحيقة، وهدة الإهمال والضياع، وأن تستخلص من أيامها الباقية فرصة للاستمتاع بالحياة؟ ..
هي اليوم في أوج ازدهارها الأنثوي، وقد غدت ابنتها فتاة في السادسة عشرة توشك أن تكون لها حياتها الخاصة بعد سنوات قلال. أما زوجها هي فقد رانت عليه شيخوخة ثقيلة لا شفاء له منها إلا بالإذعان لما تقضي به الأقدار.
ماذا تجني من عيشتها الحاضرة، إلا أن تقبع في ذلك الركن المعتم الموحش، ركن الزوجية الجدباء؟
ما أشبه هذا الزوج بطائر من طيور الأساطير علا في الأفق حينا من الدهر، يسبح في الضوء الساطع، ويملأ صدره بالهواء المنعش، ثم وهنت قواه، فانهوى جاثماً على الأرض، مرخياً جناحيه ليخفي تحتهما تلك الزوجة المنكودة، فيحول بينها وبين الاستمتاع بمباهج العيش، واسترواح نسيم الحياة.
لقد مكثت في كنفه حتى اليوم مخلصة له وفية، واستنفدت في صحبته فورة الصبا وزهرة الشباب … وكفاها ذلك من بذل وفداء.
إن لنفسها عليها حقا، وقد آن لها أن تلبي نداء رغباتها الطبيعية المفروضة، وهي تحس الحيوية في أوصالها تضطرم، مهيبة بها أن تنطلق مع هاتف الحب، يُطرب سمعها بأغاريده العذاب.
هذه فرصة تسنح لها، ولن تدعها تفلت منها.
يممت صوب دارها محتضنة حقيبتها، كأنما هي بين يديها وليد تحميه من مخاطر الطريق.
ستحتويها حجرتها بعد قليل، وستخلو إلى رسالتها تبسطها أمامها لتقرأ النبأ العظيم.
وتابعت خطاها، وقلبها يكاد يثب بين جوانحها وثباً.
وعادت الخواطر في رأسها تتداعى.
ربما أنكر عليها منكر أن ترضى ذلك السلوك، فتهجر زوجها بعد عشرة امتدت سنين بعد سنين، زوجها الذي تعلق بها، وتدله في حبها، وأسبغ عليها حنانه، ووفر لها عيشة هناء ورفاهية، زوجها الذي احتمل من نزقها ومن بوادرها ما يضيق به صدر الحليم، فكان يُبالغ في تدليلها والتلطف بها، محققا ما كانت تهفو إليه من مطامح وأطماع.
هذا حق، وما في مستطاعها أن تجحد منه شيئاً.
ولكن هذا الزوج لم يكن يملك أن يفعل غير ما فعل، ليسوس زوجة أضفت عليه من فتنة الأنوثة وروعة الجاذبية ما أذاقه طيب العيش، وأناله بهجة الحياة.
لقد ردّت له جميله أضعافاً مُضاعفة، ولم يبق عليها أن تضيف جديداً.
… وكانت قد بلغت الدار.
وتسللت إلى حجرتها في تلصص.
وما هي إلا أن أقفلت وراءها الباب بالمفتاح. واستخرجت الرسالة من أعماق الحقيبة، وما لبثت أن فضت الغلاف بأنامل راجفة، وما أسرع أن تصيدت عينها هذه الكلمات:
«موعدنا يوم الخميس في الثالثة بعد الظهر … لقد أعددتُ كل شيء … سنُسافر من فورنا إلى المكان المتفق عليه، حيث نبدأ معاً رحلة العمر، نستمرئ رحيق الحب الهنيء …».
ووضعت الرسالة على صدرها، ودقات قلبها تتسارع، وفي خاطرها تتوارد أخيلة ومشاهد.
ولم يطل بها الوقت على هذه الحال.
عادت إلى الرسالة تقرؤها.
وفي هذه المرة اختلج جسدها اختلاجة دهشة.
أهذا خطه الذي ألف أن يكتب به رسائله إليها؟
وأقبلت على الرسالة تتفحص كتابتها تفحص فني خبير.
وكلما أنعمت النظر ودققت في الملاحظة، ازدادت من شك.
وتفاقم اضطرابها.
أتراها مكيدة ينصبها لها عاذل حسود؟
ولاحت في رأسها فكرة.
واختطفت الظرف الذي كانت تنطوي فيه الرسالة، وقرأت على ظهره ما يلي:
«الآنسة يسرية يسري. يُحفظ بشباك البريد».
وعادت تقرأ، وتقرأ، وهي لا تصدق ما ترى.
وغامت أمام عينيها الدنيا، وتفصَّد من جبينها عرق.
وتزاحمت عليها الخواطر من كل صوب، تُناوشها بلا رحمة.
لقد كشفت عن سر ابنتها الخطير.
لولا أن موظف البريد اشتبه عليه الأمر، بين اسمها «السيدة سعدية يسري» واسم ابنتها «الآنسة يسرية يسري» لبقي ذلك السر مصوناً لا تعلم به.
هاهي ذي تعلم الساعة ـ دون قصد ـ أن «يسرية» الصغيرة لها عاشق عتيد، وهي التي لم تعدُ السادسة عشرة بعد، وإنه حقا لعاشق جريء، أعد لها عدة الهرب في تدبير وإحكام …
يا له من اتفاق رهيب!
أم وابنتها تسيران في طريق … طريق خطيئة ودنس!
كلتاهما تزمع ما تزمع الأخرى من أمر، وتتخذ ما تتخذ من حيلة ووسيلة!
وأخذت تروِّح وجهها بمنديل.
وخطت إلى النافذة تنظر.
الهدوء يشمل الدار.
زوجها في حجرته يُواصل غفوته.
وابنتها على مكتبها تستذكر درسها … درس العبث والمغامرة.
حين كانت الأم في مثل سن ابنتها تلك، كانت مثلاً للسذاجة والبراءة والصفاء، ولم تكن تعرف من المغامرات الغرامية شيئاً قل أو كثر.
إنها لتعجب كيف استطاعت ابنتها أن تعقد تلك الصلة بصاحبها، وأن تبلغ معه مرحلة حاسمة، دون أن يدري ممن حولها أحد؟!
ألم تكن الأم تُعايش ابنتها صباح مساء؟
كيف مرَّ ذلك كله، تحت أنفها وهي جاهلة به، أو ساهية عنه؟
أكان من الممكن حقا أن يصل إلى علمها نبأ، وهي التي قذفت بابنتها، منذ أعوام خلت، بين يدي حاضنة مُتهالكة عجوز؟
أكان من الممكن أن تلحظ ما يجري في الخفاء، وهي التي ظلت من أمرها في شغل شاغل؟
كل ما كان يملك عليها تفكيرها أن توفِّر لمظهرها التأنق والبهاء لتحتفظ ما استطاعت بما بقي من شبابها الذاهب مع الريح.
لقد اجتذبتها الحياة الصاخبة في مجتمعات اللهو والسمر، فانقادت لتيّارها الجارف، لا ترى في مشاغل الأسرة والدار إلا الخواء والهباء.
وجعلت السيدة «سعدية يسري» تعرض شريط حياتها؛ كيف كانت بادئ بدء أما مثالية، ترعى طفلتها أحسن رعاية، وزوجة عفة وافية، تتعهّد زوجها أتم تعهد؟ وكيف تغيرت بها الحال، فألفت نفسها تتناءى رويداً رويداً عن ذلك الجو الألوف، جو الأسرة بما يشيع فيه من دعة ووئام؟
شد ما سحرتها تلك النزعة الجديدة التي ألقت بها في دوّامة المغامرات، تستمتع بنشوة الحب ومتعة الأحلام.
وتراءت لها في تلك اللحظة هاوية سحيقة كانت تتسع فوهتها أمام عينيها، وعن يمينها زوجها الشيخ، وعن يسارها ابنتها اليافعة، وهي تدفع بهما وبنفسها أيضاً إلى حافة الهاوية، ليسقطوا فيها جميعاً إلى الحضيض.
وترامت على المقعد تستبد بها نوبة نشيج ...
واسترسلت في بكاء …
وكلما انهملت من مآقيها العبرات، اشتدت رغبتها في البكاء الحار، ولكأن روحها تغتسل في فيض دموعها، تلتمس الطهر والنقاء.
وأحست السيدة «سعدية يسري» صوتاً ينبعث من حجرة ابنتها ..
إنه صرير باب ينفتح.
وهبت دفعة واحدة.
وفي لحظة كانت أمام الحجرة، فألفت «يسرية» على أهبة أن تبرح الدار.
ومثلت الأم تجاه ابنتها، وقد انعقد لسانها لا ينبس.
وقالت الفتاة، وهي تتفحّص وجه أمها في اضطراب:
ـ ما بك يا أمي؟ إنك تبكين!
فسارعت الأم تمسح عينيها، وقالت متهدجة الصوت:
ـ إلى أين أنت ذاهبة يا ابنتي؟
ـ إلى المتجر القريب، أشتري بعض حاجات.
ـ بل إلى دار البريد، لتتسلمي رسالة .. لقد تسلمتها عوضاً عنكِ!
فشحب وجه «يسرية»، وسرت في أوصالها رعشة …
وأمسكت الأم ابنتها، وقالت لها، وهي تسوقها إلى الحجرة:
تعالي نتحدث قليلاً …
… وبعد وقت خرجت من الحجرة السيدة «سعدية» وهي تحيط ابنتها «يسرية» بذراعها، على حين كانت الفتاة خافضة الرأس، كسيرة الخاطر، تجفف بقايا دمع على خديها يترقرق …
ومالت الأم على «يسرية» تقول في ملاطفة:
لقد حان أن يستيقظ أبوك … ألا تأتين معي إلى المطهى كي نُعدَّ له قدحاً من الشاي؟!
ــــــــــــــــــ
(1) المصدر: الأدب العربي الحديث: الرؤية والشكيل، لحسين علي محمد، ط4، مكتبة الرشد، الرياض.


د.حسين علي محمد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة د.حسين علي محمد

#3 08-27-2006, 12:13 PM
د.حسين علي محمد
رحمه الله تعالى من مواضيعى
~ عندما تكلم عبد الله الصامت!
~ دراسات أدبية
~ طائر البرق ـ قصيدة للشاعر الدكتور صابر عبد الدايم
~ سعيد بكر
~ سرابية الوعد
بيانات شخصية
رقم العضوية : 227
تاريخ التسجيل : Nov 2004
الجنس : ذكر
الدولة : السعودية
المشاركات : 1,517
المعدل : 0.64 مشاركة يومياً



--------------------------------------------------------------------------------

محمود تيمور وتيسير اللغة العربية

بقلم أ. د. جابر قميحة
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

في كتابه القيم "مشكلات اللغة العربية" يدعو محمود تيمور إلى خدمة اللغة العربية، والنهوض بها، ونشرها، ولن يكون ذلك- من وجهة نظره- إلا بأمور أربعة هي:
1- تزويد اللغة.
2- تبسيط اللغة.
3- تيسير النحو.
4- تعميم الضبط.
ولتزويد اللغة يطرح تيمور وسائل متعددة في هيئة أسئلة:
- هل نلجأ إلى التعريب: فأوتومبيل نجعله "تمبيل"، والترامواي نجعله "ترام"، والسينما توغراف تكون "السينما"؟ (محمود تيمور: مشكلات اللغة العربية 11).
- أم نؤثر اللفظ العربي إما بالاشتقاق من المواد اللغوية العربية، وإما بإحياء الألفاظ التي نلمح الملابسة بينها وبين المعاني الجديدة: كالسيارة للأوتومبيل، والقطار: للبابور؟ (السابق الصفحة نفسها).
ويعرض تيمور الخلاف بين العلماء في قبول المولد الشائع على ألسنة الناس، مثل: البلاص، والدوار، والحلة، والطرحة، ولا يرجح تيمور اتجاهًا من هذه الاتجاهات، بل يرى أن الوجه المفضل أن نتوسط في الأمر، وأن يكون موقفنا في مسألة المعرب والمولد موقفَ مرونة وموازنة، وتقدير لملابسات كل لفظ، ومدى الحاجة إليه، فلنشتق، ولنستضف من العامية، ولنستحي القديم من الألفاظ، ولنعرب الأجنبي، متوخين في كل ذلك الحكمة، وحريٌّ بنا أن ندع ذلك للهيئة اللغوية المشرفة، على أن تراعي سهولة الألفاظ، وموسيقية الحروف، وخفة الصيغ على السمع (السابق الصفحة نفسها)، كما يجب عرض الألفاظ الجديدة عرضًا كافيًا لإشاعتها (السابق 13).
ويدعو تيمور إلى تبسيط اللغة بما يأتي:
1- الاقتصار في الألفاظ الكتابية على المألوف المأنوس، بعيدًا عن المهجور والوحشي.
2- تحديد معاني الألفاظ تحديدًا منطقيًا، فلا نسرف في اصطناع المترادف الذي يجعل الألفاظ غير مفصلة على قدود المعاني (السابق 15).
ويرفض تيمور الدعوَى إلى التبسيط اللغوي بإنشاء لغة مختزلة ذات ألفاظ محدودة، لا تتجاوز بضع مئات، مع تأديتها لجميع المعاني، وذلك محاكاةً للغة الإنجليزية المسماة (البيسك) (السابق: الصفحة نفسها)؛ لأن مثل هذه اللغة لا يمكن أن يكتب لها النجاح، وذلك للأسباب الآتية:
(1) أن المتعلم لها لا يستطيع أن يستعمل سوى ألفاظها، ولا أن يفهم غيرها، فإذا قرأ لا بد أن يقرأ المكتوب بهذه اللغة وحدها، وبذلك لا تكون له صلة باللغة الأصلية، ولا بما تنتجه عامة أدبائها وعلمائها.
(2) والألفاظ لقلتها تؤدي معانيَ كثيرةً، فيتذبذب اللفظ بين أشتات المعاني، وهذا ما يناهضه مصلحو اللغات في الأمم.
(3) وهذه اللغة لا تصلح للأدب والشعر؛ لأنهما يتطلبان موسيقيةً لفظيةً، ويقتضيان إيثار تعبير على تعبير.
(4) وهي لا تصلح كذلك لبعض العلوم والفنون التي تستلزم دقةً في البيان، لا تتيسر مع قلة الألفاظ وضغطها (انظر السابق: الصفحة نفسها).
ويدعو تيمور إلى تيسير النحو "بتصفية القواعد الكثيرة وغربلتها، فما كان منها جوهريًّا أبقيناه، وحُذف ما لا يلائم التطور العصري للغة" (السابق 16).
ونحن مع الأستاذ تيمور فيما ذهب إليه في مسألتَي تزويد اللغة وتبسيطها، ولكننا نرى مسألة تيسير النحو أعقد مما تصوره بكثير؛ لأن عقدة المشكلة تبدأ أساسًا لا من قواعده ولكن من تدريس قواعده، واعتبار النحو غايةً لا وسيلة، وقد عرض أستاذنا عبد العليم إبراهيم خطةً لهذا التيسير تتعلق بالمنهج والكتاب وطريقة التدريس والاختبارات والتمرينات، وأهم الخطوط الرئيسة لهذه الخطة:
(أ) في المنهج:
1- الاقتصار على الأبواب التي لها صلة بصحة الضبط، بعيدًا عن الصور الفرضية في التصغير والنسب، وإعراب لا سيما، وكذلك يتجه إلى النواحي العملية في تدريس الصرف.
2- التدرج في عرض أبواب القواعد، على أن يكون ذلك في وحدات متكاملة، تشمل كل وحدة عدة أبواب متجانسة أو متحدة الغاية.
(ب) في الكتاب:
1- مسايرته للمنهج في اتجاهه وروحه.
2- اتخاذ اللغة الحية والنصوص الفنية الرائعة أساسًا لدراسة القواعد والتطبيق عليها، بعيدًا عن الأمثلة المبتورة الجافة.
(ج) في الطريقة:
1- مناقشة الأمثلة من الناحية المعنوية قبل مناقشة دلالتها النحوية.
2- التركيز على الانتفاع بالقواعد في الضبط، لا حفظ الأحكام النحوية.
3- تجنب الطريقة الجدولية المعقدة التي تحوِّل درس القواعد النحوية إلى درس شبيه بالقواعد الرياضية.
(د) في الاختبارات والتمرينات:
1- مراعاة ومتابعة مدى انتفاع التلاميذ بالقواعد في تأليف الجمل وضبطها ضبطًا صحيحًا.
2- ترك المطالبة بتكوين جمل تثقلها القيود والشروط.
3- ترك المطالبة بذكر الأنواع والتقاسيم والتعاريف ونص القواعد (انظر عبد العليم إبراهيم: الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية 209 ـ 212).
ويرى تيمور ضرورة ضبط الكلمات بالشكل، ويرى ضرورة التفكير في طريقة أسهل لضبط الكلمات، وحتى نتمكن من ذلك "لا بد أن نبدأ باستعمال الشكل في حالته الراهنة، فنعمِّمه في جميع الكتب التي تتدارسها دور التعليم في المكاتب الصغيرة إلى المعاهد العالية.. لا فرقَ في ذلك بين كتاب جغرافي أو رياضي أو نحوي، وحين يبدأ التلميذ حياتَه العلمية على هذا النحو، ويمضي في ذلك أثناء تنقله في درجات التعليم، لا يشب إلا قارئًا مطبوعًا على الصحة والصواب، فتصبح هذه الخطوة أولى خطوات تعميم الشكل، وضبط اللغة، وتقريب نشرها بين أهليها، ولا سيما إذا تبع ذلك التوفيق في ابتكار علامات يسهل على أيدي العمال استخدامها في جميع الحروف، كما يسهل على أقلام الكتاب استخدامها فيما تجري به الأقلام" (تيمور السابق 20- في سنة 1944م اقترح علي الجارم استعمال شكلات جديدة للدلالة على الحركات، تكون متصلةً بالكلمات ذاتها، والذي ينظر إلى هذه الشكلات يؤمن بأن الجارم خرج من البسيط إلى المعقد، وكان العقاد على حق حين سماها بالزعانف، كما أنه سيجعل الكلمة العربية ذات بنية جديدة تكاد تكون مقطوعةَ الصلة بالبنية القديمة (انظر نفوسة زكريا: تاريخ الدعوة إلى العامية 221- 222)).
ودعوة تيمور هذه من قبيل تحصيل الحاصل، فهو يدعو إلى الالتزام الكامل بضبط الكلمات من أول المراحل التعليمية إلى نهايتها، وأعتقد أن الدعوة بهذا الإطلاق تغفل قيمة الفوارق بين مراحل التعليم المختلفة، واختلاف قدرة التعرف والاستيعاب عند الطلاب من مرحلة إلى أخرى.
وربما كان الحل المعقول هو التدرج، فيكون ضبط بنية الكلمة كاملاً في المرحلة الأولى، ويبدأ التخفف التدريجي من الضبط، فيكتفي بضبط أواخر الكلمات في المرحلة الثانوية (بالنسبة للكتب المقررة)، وبعد ذلك لا داعي للضبط إلا في حالة الضرورة، إذا ترتب على عدم الضبط إبهام أو لبس أو تداخل في المعنى، كما أن تعميم الضبط بصورته الكاملة- بصرف النظر عن مستوى القراء- سيعطل بل سيوقف قدرة الفهم بلا ضبط.. تلك القدرة التي يكتسبها القارئ بطول الدربة والمعاناة مع الكلمات غير المضبوطة.
ولكنْ لتيمور دعوةٌ لتسهيل الكتابة العربية جديرةٌ بالتقدير والإعجاب؛ لأنها دعوةٌ عمليةٌ منتجةٌ، وهي دعوته سنة 1961م إلى اختصار حروف العربية إلى الشكل الواحد، وبذلك نكون خفضنا عيون صندوق الطباعة من قرابة ثلاثمائة خانة إلى قرابة ثلاثين فقط (تيمور السابق 73) فحرف العين مثلاً له الأشكال الآتية طباعيًا:
عـ (العين الأولى) ـعـ (العين المتوسطة) ـع (العين المنتهية بعد حرف متصل) ع (العين المنتهية بعد حرف منفصل)، فالعين ترد بالأشكال الأربعة في الكلمات الأربع الآتية:
عمل- بعد- طمع- طماع.
فتأسيسًا على اقتراح محمود تيمور تكتب الكلمات الأربع كما يأتي: عمل- بـ عد- طمـ عـ- طماعـ، وبذلك تكون حروف الكتابة بالصورة الآتية:
أ بـ تـ ثـ جـ حـ خـ د ذ ر ز ش سـ شـ صـ ضـ طـ ظـ عـ غـ فـ قـ كـ لـ مـ نـ هـ ة و لا يـ.
ويلخص تيمور المزايا التي تتحقق بطريقته هذه فيما يأتي:
1- أنها تنفي شبهة القطع بين القديم والجديد.
2- أن الحروف ستكون واضحةً لا خفاء فيها، فهي غير مركبة بل مبسوطة.
3- أن علامات الشكل ستقع على الحروف بأعيانها، تأخذها الأنظار باللمح، فلا تترجَّح العلامات بين الحروف المركبة في الكلمة الواحدة.
4- أن اتخاذ صورة واحدة للحروف في جميع مواقعها من الكلمات، أولاً ووسطًا وآخرًا، سيجعل تعليمها أيسر مئونةً.
5- تخفيف العبء على المطبعة وعمالها بسبب تقليل عدد عيون الصندوق، وسهولة اجتلاب حركات الضبط.
6- لا خوفَ من ازدياد استهلاك الورق بسبب هذه الحروف المبسوطة؛ لأن الكلمات في صورتها الجديدة ستكون ذات أفق أقل انخافضًا من الأفق الذي تقتضيه الكلمات المركبة الحروف، فتزداد السطور في الصحيفة ازديادًا يعوضها مما يستلزمه انبساط الحروف من اتساع الحيز (انظر تيمور السابق 66 ـ 68).
وقد أجاز المجمع مشروع محمود تيمور، إلا أنه لم يخرج حتى الآن إلى حيز التنفيذ (نفوسة: مرجع سابق 222).
والحقيقة أن هذه الدعوة- كما أشرنا من قبل- دعوةٌ عمليةٌ واقعيةٌ نافعةٌ، والأخذ بها كان سيُسدي خدمةً جليلةً للغة العربية مع الحفاظ على التراث، فالذي يتعلم بالطريقة الجديدة لن يعجزه قراءة التراث القديم، ومع تعدد المزايا التي تتسم بها هذه الطريقة فإن الذي يدعو حقًّا إلى العجب ألاَّ تخرج إلى حيِّز الواقع حتى الآن.
كان محمود تيمور بهذه الدعوة أو الدعوات صادق النية، صادق الحرص على خدمة اللغة العربية، ولكن ظهرت على الساحة العربية- في مصر ولبنان بخاصة- دعواتٌ تعتمد على ادعاءات وهي تحمل معاول الهدم لتدمير اللغة العربية وتخريبها.
المراجع والتعليقات:
ــــــــــــ
* محمود تيمور (1894م- 1973م) هو ابن أحمد باشا تيمور عميد العائلة التيمورية، وهي عائلة معروفة في مجال الفكر والأدب، ومن مشاهيرها أخوه محمد وعمته عائشة التيمورية، مات في لوزان بسويسرا، ودفن بالقاهرة.
* بدأ كتابه القصة سنة 1919م بالعامية المصرية، ثم تقدم في لغته حتى أصبح من حملة لواء الفصحى، ونال عضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1949م.
* له بحوث طيبة جدًّا في اللغة والمسرح، وكتب الرواية والقصة القصيرة، وترجم كثيرًا من أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والروسية، وحضر مؤتمراتٍ عالميةً كثيرةً في باكستان، وسوريا، ولبنان وغيرها.
* من أشهر أعماله: سلوى في مهب الريح- نداء المجهول- شمس وليل- صقر قريش- عطر ودخان- قال الراوي- دنيا جديدة.. وأسلوبه يتسم بالتدفق والوضوح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمود تيمور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
bebo for ever :: الشعراء-
انتقل الى: